كيف نعرف أنّ هذا أو ذاك عملاً مبدعاً؟
حتى يقال عن عمل إنّه إبداعيّ، لابدّ من أن تتوافر فيه عدد من الخصائص والملامح، ومنها:
1 ـ الدقّة والإتقان والجودة:
فالعمل الارتجالي السريع وغير الناضج، أو غير المطبوخ على نار هادئة هو عمل فجّ كالثمرة الفجّة التي تقتطف قبل أوانها. و (الدقة) و (السرعة) لا يجتمعان إلاّ في النادر .. والإتقان يحتاج إلى صبر وإلى وقت كاف حتى يخرج العمل الإبداعي مبرّأً ـ إلى حد ما ـ من النقائص والعيوب.
إنّ المعلّقات السبعة التي علّقها فحول الشعراء على جدران الكعبة في الجاهلية كانت تستغرق كل معلقة من شاعرها حولاً (سنة كاملة). فما بهمّ المبدع ليس (الكثرة) ولكن (النوع) .. والأعمال الخالدة في الأدب والفن والعلم كانت نتاج صبر ومعاناة طويلين.
2 ـ الاستيعاب والإحاطة:
من طبيعة المبدع ـ أياً كان حقله ـ أن ينقِّل بصره في مختلف جوانب المادة الإبداعية .. يحاول جاهداً أن يدرس الأشياء من حوله دراسة شمولية لا تدع شيئاً منها يفوته. فبغير الإحاطة لا يتأتى له أن يتقن عمله، أو يحقق من درجات الكمال ما يستطيع.
ولأن عقلية المبدع استيعابيّة، فإنّ تفكره أو تأمله يقوده باستمرار إلى إبداعات جديدة.
3 ـ كمال العمل وتمامه:
ولأنّ المبدع لا يتعجّل العمل، ويعيد النظر فيه مراراً وتكراراً، فإن أعماله ـ في الغالب ـ تأتي بما يشبه الكمال، فالكمال المطلق هو للمبدع الخالق وحده وهو الله سبحانه وتعالى. والكمال بالنسبة للانسان المبدع نسبي، أي نقول عنه كامل أو خال بدرجة كبيرة من العيوب، قياساً بأعمال انسانية أخرى هي دونه في المستوى الإبداعيّ.
4 ـ الوضوح:
من الخطأ أن تتصور أن الإبداع هو في العمل الغارق في الغموض والتعقيد، فلكلّ عمل إبداعيّ رسالة يريد إيصالها إلى المتلقّي، وإذا تعذّر استقبالها منه انتفت الغاية من العمل.
لذا ننصح بعدم اللجوء إلى التعقيد في العمل المبدع، وبدلاً من ذلك نعمد إلى إتقان العمل واستيعابه وإتمامه .. وهناك من المبدعين مَن يرى أن من شروط الإبداع البساطة .. وهي لا تعني (التسطيح) بل الوضوح.
5 ـ الإدهاش:
إذا لم يتوفر عملٌ ما على صفة الإدهاش، فلا يقال له بأنّه عمل مبدع. وهذه الصفة هي التي تميِّز عملاً عن عمل، ومدى إبداعية كل منهما، ولولا الإدهاش لكانت قصائد الشعر والروايات الأدبية والأعمال السينمائية والتقنيات واللوحات وغيرها، نسخاً متكررة لا تجتذب جمهوراً، ولا تلقى رواجاً، ولا تحظى بالدوام والخلود.
ويتبيّن الإدهاش من خلال ردّ فعلك على عمل ما، بقطع النظر عن رؤية الآخرين إليه، فإذا ما أدهشك فهو مبدع من وجهة نظرك على الأقل.
6 ـ الصدق والتفاعل:
لقد شاهدتَ ـ حتماً ـ الكثير من الممثلين المبدعين الذين يشدّون انتباهك فتنسى إنّك تشاهد عملاً تمثيلياً، وإنّما ترى أشخاصاً من واقع الحياة يتفاعلون بدون أدنى شك في صدقهم.
هذا الاندماج أو الاندكاك بالدور هو شرط الإبداع، وهو الصدق في تقمّص الشخصية والشعور بمشاعرها، والتلبس بانفعالاتها.
وهذا الشرط في الإبداع يمكنك أن تسحبه على أي عمل إبداعىّ.
7 ـ انسانية العمل المبدع:
حينما تقرأ سيرة لمصلح .. أو رواية أدبية عالميّة، أو مقالاً معبِّراً عما يعتمل في ذهنك، أو تجد الشفاء في دواء فعّال، أو تتأمّل في شخصيّة معلِّم أثر في نفسك عميقاً .. تجد إلى جانب صدقه وتفاعله وإتقانه لعمله وإحاطته به، أن عمله ليس ناطقاً عن شخصيّته فحسب، بل هو ناطق باسمك أيضاً، فإذا قلت: «أجدني في إبداعه»!! «إنّه يصوّرني» «أتمنّى لو كنت مثله» فإنّ إبداعه ينتقل من دائرته الشخصية إلى المساحة الانسانية الواسعة ..
وما من عمل إبداعي إلاّ ويمتلك هذه الصفة .. أي أنّ انسانيته هي التي تؤهله لعالميته ولخلوده وتجدّده، ولتعاطي الأجيال معه وكأنّه ابن عصره، فهذه مسرحيات الأديب الإنجليزي (شكسبير) تعرض على خشبات المسرح في الكثير من بلدان العالم سنوياً ولا يكسيها الزمن الشائخ إلاّ نضارة. وتلك قصائد الشاعر أبي الطيّب المتنبّي تنتصب قامة شامخة كلّما أحنى الدهر ظهره.
تقبلووو موضوعي وحتراامي((حنونـــــــــه))
حتى يقال عن عمل إنّه إبداعيّ، لابدّ من أن تتوافر فيه عدد من الخصائص والملامح، ومنها:
1 ـ الدقّة والإتقان والجودة:
فالعمل الارتجالي السريع وغير الناضج، أو غير المطبوخ على نار هادئة هو عمل فجّ كالثمرة الفجّة التي تقتطف قبل أوانها. و (الدقة) و (السرعة) لا يجتمعان إلاّ في النادر .. والإتقان يحتاج إلى صبر وإلى وقت كاف حتى يخرج العمل الإبداعي مبرّأً ـ إلى حد ما ـ من النقائص والعيوب.
إنّ المعلّقات السبعة التي علّقها فحول الشعراء على جدران الكعبة في الجاهلية كانت تستغرق كل معلقة من شاعرها حولاً (سنة كاملة). فما بهمّ المبدع ليس (الكثرة) ولكن (النوع) .. والأعمال الخالدة في الأدب والفن والعلم كانت نتاج صبر ومعاناة طويلين.
2 ـ الاستيعاب والإحاطة:
من طبيعة المبدع ـ أياً كان حقله ـ أن ينقِّل بصره في مختلف جوانب المادة الإبداعية .. يحاول جاهداً أن يدرس الأشياء من حوله دراسة شمولية لا تدع شيئاً منها يفوته. فبغير الإحاطة لا يتأتى له أن يتقن عمله، أو يحقق من درجات الكمال ما يستطيع.
ولأن عقلية المبدع استيعابيّة، فإنّ تفكره أو تأمله يقوده باستمرار إلى إبداعات جديدة.
3 ـ كمال العمل وتمامه:
ولأنّ المبدع لا يتعجّل العمل، ويعيد النظر فيه مراراً وتكراراً، فإن أعماله ـ في الغالب ـ تأتي بما يشبه الكمال، فالكمال المطلق هو للمبدع الخالق وحده وهو الله سبحانه وتعالى. والكمال بالنسبة للانسان المبدع نسبي، أي نقول عنه كامل أو خال بدرجة كبيرة من العيوب، قياساً بأعمال انسانية أخرى هي دونه في المستوى الإبداعيّ.
4 ـ الوضوح:
من الخطأ أن تتصور أن الإبداع هو في العمل الغارق في الغموض والتعقيد، فلكلّ عمل إبداعيّ رسالة يريد إيصالها إلى المتلقّي، وإذا تعذّر استقبالها منه انتفت الغاية من العمل.
لذا ننصح بعدم اللجوء إلى التعقيد في العمل المبدع، وبدلاً من ذلك نعمد إلى إتقان العمل واستيعابه وإتمامه .. وهناك من المبدعين مَن يرى أن من شروط الإبداع البساطة .. وهي لا تعني (التسطيح) بل الوضوح.
5 ـ الإدهاش:
إذا لم يتوفر عملٌ ما على صفة الإدهاش، فلا يقال له بأنّه عمل مبدع. وهذه الصفة هي التي تميِّز عملاً عن عمل، ومدى إبداعية كل منهما، ولولا الإدهاش لكانت قصائد الشعر والروايات الأدبية والأعمال السينمائية والتقنيات واللوحات وغيرها، نسخاً متكررة لا تجتذب جمهوراً، ولا تلقى رواجاً، ولا تحظى بالدوام والخلود.
ويتبيّن الإدهاش من خلال ردّ فعلك على عمل ما، بقطع النظر عن رؤية الآخرين إليه، فإذا ما أدهشك فهو مبدع من وجهة نظرك على الأقل.
6 ـ الصدق والتفاعل:
لقد شاهدتَ ـ حتماً ـ الكثير من الممثلين المبدعين الذين يشدّون انتباهك فتنسى إنّك تشاهد عملاً تمثيلياً، وإنّما ترى أشخاصاً من واقع الحياة يتفاعلون بدون أدنى شك في صدقهم.
هذا الاندماج أو الاندكاك بالدور هو شرط الإبداع، وهو الصدق في تقمّص الشخصية والشعور بمشاعرها، والتلبس بانفعالاتها.
وهذا الشرط في الإبداع يمكنك أن تسحبه على أي عمل إبداعىّ.
7 ـ انسانية العمل المبدع:
حينما تقرأ سيرة لمصلح .. أو رواية أدبية عالميّة، أو مقالاً معبِّراً عما يعتمل في ذهنك، أو تجد الشفاء في دواء فعّال، أو تتأمّل في شخصيّة معلِّم أثر في نفسك عميقاً .. تجد إلى جانب صدقه وتفاعله وإتقانه لعمله وإحاطته به، أن عمله ليس ناطقاً عن شخصيّته فحسب، بل هو ناطق باسمك أيضاً، فإذا قلت: «أجدني في إبداعه»!! «إنّه يصوّرني» «أتمنّى لو كنت مثله» فإنّ إبداعه ينتقل من دائرته الشخصية إلى المساحة الانسانية الواسعة ..
وما من عمل إبداعي إلاّ ويمتلك هذه الصفة .. أي أنّ انسانيته هي التي تؤهله لعالميته ولخلوده وتجدّده، ولتعاطي الأجيال معه وكأنّه ابن عصره، فهذه مسرحيات الأديب الإنجليزي (شكسبير) تعرض على خشبات المسرح في الكثير من بلدان العالم سنوياً ولا يكسيها الزمن الشائخ إلاّ نضارة. وتلك قصائد الشاعر أبي الطيّب المتنبّي تنتصب قامة شامخة كلّما أحنى الدهر ظهره.
تقبلووو موضوعي وحتراامي((حنونـــــــــه))